كثّف سلاح الجو الإسرائيلي قصفه على المطارات السورية، لمنع إيران من ارسال السلاح عن طريقها، إلى حلفائها في سوريا ولبنان، ومن بينهم حزب الله، وفق مصادر دبلوماسية واستخبارية تحدثت لوكالة رويترز للأنباء.
آخر غارة في هذا السياق، استهدفت ليل الأربعاء الماضي (31 آب 2022)، مطار حلب، قبيل هبوط طائرة إيرانية بدقائق، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمطار.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلة هذا الأسبوع، مطار دمشق، ما ألحق أضراراً بالمطار أيضاً. مطار دمشق كان قد تعرض إلى قصف في حزيران الماضي، أدى إلى تعليق رحلاته لمدة أسبوعين. وقال دبلوماسي غربي لرويترز، إن الهدف من القصف كان منع طائرة إيرانية من الهبوط.
اسرائيل و تاريخ قصفها لسوريا
ومنذ عام 2011، قصفت إسرائيل عشرات المرات أهدافاً مختلفة في سوريا. رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإسرائيلي، رام بين بارك، بيّن لوسائل إعلام بلاده، أن الهدف من الهجمات التي تشن على سوريا، يتمثل في “منع إيران من تشكيل جبهة ضد إسرائيل في سوريا، كما تهدف إلى الحد من قدرات إسرائيل في لبنان”، مشيراً إلى سلاح الجو الإسرائيلي نجح في ضرب أهدافه.
رد الفعل السوري ازاء قصف اسرائيل
بالمقابل، تثير التصرفات الإسرائيلية غضب المسؤولين السوريين. واعتبر وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، يوم الخميس (1 أيلول 2022)، أن “إسرائيل تلعب بالنار، وتعرض الأوضاع الأمنية والعسكرية في المنطقة للتفجير”.
وزير الخارجية السوري، أضاف أن “سوريا لن تسكت في مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، وسيدفع الإسرائيليون الثمن عاجلا أم آجلا”.
من جانبهم، يقول دبلوماسيون في المنطقة، إن ما تقوم به إسرائيل الآن، يختلف عما قامت به في السنوات السابقة. في هذا الصدد، أوضح دبلوماسي غربي لوكالة رويترز أن “إسرائيل تستهدف الآن البنى التحتية التي يستخدمها الإيرانيون، لنقل السلاح إلى لبنان، فيما كانت تستهدف المعدات فقط في السابق، وليس المطارات”.
شخصيات دبلوماسية وضابط منشق عن الجيش السوري، قالوا لوكالة رويترز، إن استهداف المطارات من قبل إسرائيل، يأتي بعدما تبيّن للمسؤولين في تل أبيب، أن طهران تستخدم منذ فترة، الطائرات المدنية لنقل المعدات العسكرية، وليس الطريق البري.
الضابط السوري المنشق الذي يملك معلومات مفصلة حول هذا الموضوع، أوضح للوكالة، أن المعدات التي تنقلها إيران عبر الطائرات، تشمل أجزاء وقطع غيار لطائرات مسيرة، أجزاء لصواريخ ذكية، مناظير ليلية، والتي يمكن تغليفها ونقلها بواسطة الطائرات المدنية. جدا
يد
وخلص إلى أن الوضع على الحدود السورية – العراقية مؤخراً، دفع إيران إلى الحد من اعتمادها على الطريق البري، لنقل المعدات العسكرية إلى سوريا.
يذكر أن وزارة الخارجية والمغتربين السورية، طالبت في شهر آب الماضي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بإصدار إدانة واضحة وصريحة لـ”الاعتداءات الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن سوريا تحتفظ لنفسها بحق الرد.
وبيّنت الخارجية السورية أن الوضع الدولي ومنطقة الشرق الأوسط يمران بـ”مرحلة هشة وحساسة لا تحتمل المزيد من التصعيد والتوتر”.